تتطور التكنولوجيا بشكل متسارع للغاية لدرجة أننا نجد أحياناً صعوبة في مواكبتها، لقد أصبح الخيال العلمي الشاسع حقيقة ملموسة الهواتف الذكية، الذكاء الاصطناعي، المركبات الفضائية تطور مذهل أثّر على كل نواحي حياتنا.
فأصبح من المستحيل أن تجد شخصاً لا يمتلك هاتفاً محمولاً مثلاً ولأن الفن انعكاس للمجتمع، فقد ترك التطور التقني والتكنولوجي أثراً واضحاً فيه فأصبحنا نشاهد الكثير من المشاهد التي خلقتها المؤثرات البصرية المولدة بواسطة الحاسوب المعروفة اختصارًا بالـ CGI.
حتى الذكاء الاصطناعي أصبح شيئاً معتاداً فشاهدنا بعض الأعمال تتباهى باستخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالها كمارفل مثلاً.
رغم حماس صناع الفن السابع لهذه التقنيات المتطورة إلا أن كثيراً من الجمهور يجد صعوبة حقيقية في تقبلها، خاصة أن أي خطأ في استخدامها سيؤدي إلى نتائج كارثية تفسد العمل بالكامل.
لا يقتصر التطور التقني على عالم السينما والتلفاز فحسب، فالأنمي الفن الذي بُني على أساس براعة الرسم اليدوي وجد في الـ CGI وسيلة ممتازة لصنع المشاهد المعقدة التي تتطلب جهداً جباراً في رسمها وتحريكها.
لم يتقبل محبو الأنمي هذا الأسلوب الجديد بسهولة خاصة أن الفروق بين الرسم اليدوي ورسم الحاسوب يكون أحياناً واضحاً بشكل مزعج، كما أنه يخرج الأنمي من سحره الحقيقي لدرجة أن هاياو مايازاكي مؤسس استديو غيبيلي الأشهر يرفض بشكل قاطع استخدام أي تقنيات.
ويصر على استخدام الرسم اليدوي الأثير لإخراج تحفه البصرية، لكن ورغم هذا الرفض الشرس فإن التطور أمر حتمي والجمهور يعتاد عليه عندما يقدم بشكل متقن وهو ما حدث مع واحد من أشهر وأفضل الأنميات الحديثة أنمي قاتل الشياطين أو Demon Slayer الذي استطاع لفت أنظار العالم بعد انطلاقة عرضه بفترة قصيرة.
والسبب الأساسي في هذه الشعبية يعود إلى المتعة البصرية الأسطورية التي خلقتها معاركه الطاحنة المذهلة والتي صممت ورسمت بالكامل بواسطة الـ CGI الذي كان سبباً لنجاح الأنمي على عكس معظم الأنميات الأخرى التي فشلت بشكل كامل في استثمار هذه التقنية لصالحها.
ومع صدور الموسم الرابع من Demon Slayer واقتراب واحدة من أشرس وأقوى المعارك المنتظرة التي قد تتفوق على كل ما شهدناه سابقاً قررنا في "افاق عربية فن" أن نصحبك عزيزي القارئ في رحلة من نوع خاص لنتذكر معاً مجموعة من المعارك والقتالات المثيرة التي قدمها لنا قاتل الشياطين التي كان للـ CGI دور كبير في نجاحها لكن وفي البداية فلنتذكر قصة الأنمي المحبوب!
مأساة عالم يحكمه الرعب والموت
تدور أحداث الأنمي في عصر تايشو في اليابان، إنه العالم الغريب المحكوم بالموت والرعب مهدد من قبِل الشياطين وهم بشر متحولون يمتلكون قدرات مرعبة كالقوة الخارقة والتجديد الفوري للأعضاء المبتورة.
إضافة إلى بعض القوى الفريدة التي يطلق عليها فنون الدم الشيطاني لا يمكن هزيمة شيطان إلا بضوء الشمس الذي يحرقه ويحيله رماداً أو بقطع الرأس وهي مهمة اتخذتها مجموعة من المقاتلين مهمة حياتية.
مجموعة أطلق عليهم اسم قتلة الشياطين، تبدأ الحكاية مع تانجيرو كامادو الذي يعيش حياة هادئة مسالمة مع عائلته في جبال اليابان المغطاة بالثلوج يعيل تانجيرو عائلته الكبيرة عن طريق بيع الفحم في القرى المجاورة ورغم الفقر إلا أن حياتهم كانت سعيدة.
في أحد الأيام يعود تانجيرو إلى البيت ليجد أن عائلته كلها قد ذبحت بعد هجوم شيطاني مدمر باستثناء أخته الصغرى نيزوكو التي تحولت إلى شيطان فجأة يظهر قاتل الشياطين جيو توميوكا ويحاول قتل نيزوكو.
لكن تانجيرو يحاول منعه والدفاع عن آخر فرد تبقى من عائلته، يصدم توميوكا عندما يرى نيزوكو تقاوم غرائزها الشيطانية وتعجبه إمكانيات تانجيرو فيقرر ضمه لفرقة قتلة الشياطين التي أسست منذ قرون لمحاربة الشيطان الأصلي موزان الذي حول كل شياطين العالم.
يتعرف تانجيرو على عالم قتلة الشياطين حيث ينقسم الفيلق إلى مجموعات لكل مجموعة قائد يدعى الهاشيرا تختلف قدراته باختلاف أسلوب التنفس الذي يتبعه وهي وسيلة إطلاق القوى في عالم هذا الأنمي، عَبر مواسمه وحلقاته يتعمق قاتل الشياطين في أسراره التي تكشف بهدوء كامل دون أي استعجال بطريقة تحافظ على الرتم السريع والإثارة الرائعة التي تزيد المعارك المذهلة منها.
إن ما يجعل معارك قاتل الشياطين رائعة ليس فقط السياق الذي تدور لأجله المعركة والذي غالباً ما يكون غارقاً في الدرامية، لكن مشاهدة معارك قاتل الشياطين تحمل متعة بصرية يصعب بحق تجاهلها أو التغاضي عن سحرها والفضل الأساسي في هذا يعود وبشكل رئيسي للاستخدام البارع للصور المولدة بواسطة الحاسوب أو الـ CGI فلنبدأ معاً.
- تانجيرو ضد شيطان الطبل في معركة الغرفة المستديرة
/الموسم الأول/
رغم أن الأقمار العلوية هم أشد الشياطين قوة وشراً إلا أن بقية الشياطين لا يقلون عنهم خطورة ولا شك أن شيطان الطبل واحد منهم.
في الواقع كان هذا الشيطان من الأقمار في السابق لكن موزان قام بتخفيض مرتبته كعقوبة تعتبر أقسى ما يمكن لشيطان أن يفكر فيه.
ترتكز جمالية المعركة في متعتها البصرية، إنها معركة مثيرة للدوار بلا أي مبالغة فشيطان الطبل يمتلك قدرة مثيرة للاهتمام إذ أنه وعن طريق قرع الأقراص المزروعة على صدره يتمكن من تدوير الغرفة رأساً على عقب بل والانتقال الآني من مكان إلى آخر بطريقة لا تدع للخصم مجالاً للتفكير.
كان الرسم والتحريك الذي دمج بين المنظور ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد أساس الإذهال البصري للمعركة فالطريقة التي شاهدنا بها دوران الغرفة والانتقال الفوري كانت رائعة بالقطع وتبدو حقيقية بشدة حتى أنك تنسى لوهلة أنه رسم بارع لقد كان استخدام تقنية الـ CGI موفقاً للغاية.
فبفضله نجحت المعركة في أن تمتلك البراعة البصرية اللازمة لتوضيح القوة الهائلة القابعة خلف فن الدم الشيطاني هذا، أمًا المشاهد القتالية فقد كانت متقنة للغاية خاصة مشاهد تنفس الرعد الخاصة بزينيتسو الذي كشف عن قوة متخفية لا تظهر إلا عند غيابه عن العالم.
ولهذا كانت مشاهده القتالية مرسومة بدقة بصرية فائقة وتحريك بارع نقل الشعور المطلوب بالسرعة القاتلة للرعد الذي يعد أساس قوته مما شكل التواءاً قوياً في الحبكة الممتعة.
لقد احتوت هذه المعركة على مشاهد لا تنسى بتناغم لوني يمتزج بمؤثرات صوتية بارعة منحتها هوية إنسانية تليق ببطل تغمره الرحمة ككمادو تانجيرو ولا شك أنها واحدة من أقوى وأشرس المعارك التي خاضها أبطالنا.
- الأخوان كامادوضد شيطان العنكبوت
/الموسم الأول/
يعج عالم قاتل الشياطين بحقائق مثيرة مرعبة أحياناً لكن أقساها هو حقيقة أن الأطفال يمكن أن يتحولو إلى أشرس شيطان يمكن تخيله وهذا ما يجعل معركة نيزوكو وتانجيرو ضد شيطان العنكبوت روي واحدة من أفضل معارك قاتل الشياطين وأكثرها قسوة.
كان روي طفلاً متوحشاً شيطاناً متعطشاً للدماء وللعائلة في آن، ككل الشياطين يمتلك روي فن دم خاص يسمح له بإطلاق خيوط صلبة كالفولاذ حادة كالنصال.
مما منح المعركة متعة بصرية مذهلة بألوان صارخة هيمنت على الشاشة وتسلسلات قتالية لا تفوت لكن أفضل ما فيه كان أنه كشف جوانباً جديدة غير معروفة في عالم قاتل الشياطين إذ أن تانجيرو نجح دون أن يدرك في تفعيل تنفس الشمس.
وهو أسلوب قتالي متوارث في عائلته منذ قرون كما أن نيزوكو استطاعت أخيراً أن تجعلنا نشاهد فن الدم الخاص بها كشيطانة والذي كان رسمه مذهلاً بألوان قوية تتناسب مع وحشية المعركة وبتحريك دقيق منح القتال واقعية ملموسة.
كانت الرسوم الخاصة بالمعركة متقنة للغاية والفضل يعود إلى إبداع فناني العمل الذين تمكنوا من خلال الـ CGI أن يدمجوا بشكل متقن بين الـ 2D و الـ 3D الأمر الذي أدى إلى تحقيق انسجام خارق بين الرسم البارع والموسيقى التصويرية الرثائية التي كانت ملائمة لأكثر الشياطين حزناً الشيطان الطفل الذي يرغب في بناء عائلة.
تلك الرغبة التي تجسدت كلمحة إنسانية لا تزال تصارع للبقاء في داخله، لقد أظهرت المعركة جمال الروابط الإنسانية الحقيقية خاصة تلك التي تربط نيزوكو وتانجيرو الذي رفض بشكل كامل التخلي عن أخته الشيطانة.
لقد كان الحب هو السبب الرئيسي في قدرة تانجيرو على الفوز في هذه المعركة الملحمية التي لا يمكن أن تفوت بأي شكل والتي امتلكت جمالية بصرية أسطورية بحق.
- معركة هاشيرا النار والقمر العلوي الثالث
/الموسم الثاني/
تعد هذه المعركة في نظر معظم متابعي الأنمي أفضل معارك الأنمي على الإطلاق، لهذه المعركة خصوصية متفردة وعمق عاطفي يجعل مشاهدتها متعة أصيلة لا تفوقها متعة.
دارت المعركة بين هاشيرا النار رينغوكو والقمر العلوي الثالث أكازيا الذي جاء بكامل قوته ليقاتل الفيلق المنهك عقب معركة قاسية مع القمر العلوي إنمو في قطار النهاية.
إنه قتال شرس مرعب فأبطالنا مرهقون من القتال مثخنون بالجراح وكل من شاهد الأنمي يدرك أن الأقمار هم أكثر الشياطين قوة وبعداً عن الإنسانية لذا فإن قتالهم يتطلب جهوداً خرافية بالقطع.
كانت المعركة مذهلة بصرياً ولعلها أفضل ما شاهدناه حتى الآن في الأنمي فالرسم المتقن استطاع أن ينقل لنا مدى القوة التي تمتع بها كلا الرجلين خاصة أن رينغوكو هو هاشيرا النار.
لذا فقد كانت مشاهدة هجماته النارية وحركاته المتناسقة التي يجاريها أكازيا بسهولة أشبه بلوحة فنية ممتعة من القتال والألوان الصارخة المتناغمة مع رقصات قتالية لا تفوت.
إضافة إلى التحريك الدقيق الذي منح المعركة سلاسة حقيقية خاصة في مشاهد الالتحام الذي دعمته مؤثرات صوتية ممتازة أضافت بعداً خاصاً للمعركة القاسية.
لم يخل القتال من العمق الفلسفي أيضاً، إذ حاول أكازيا إقناع رينغوكو بالتحول إلى شيطان لينضم إليه حيث أنه أعجب بقدراته وقوته الفريدة لكن رينغوكو رفض وبشكل قاطع هذا العرض فبالنسبة له الإنسانية تمتلك جمالاً لا يرغب في التخلي عنه بأي شكل، رغم النهاية المأساوية للمعركة.
والتي جعلتنا نذرف دموعاً غزيرة إلا أنها وبلا أي شك معركة قوية ممتعة من الناحية البصرية ولا شك أن لاستخدام الـ CGI دور واضح فهذا التمازج اللوني الدقيق قد يكون صعباً بعض الشيء لو نفذ بالرسم اليدوي، لربما لم نعرف هاشيرا النار رينغوكو لفترة طويلة لكنه نجح فوراً في دخول قلوبنا وأصبح واحداً من أكثر شخصيات الأنمي شعبية وشهرة.
- معركة حي المتعة وهاشيرا الصوت المذهل
/الموسم الثاني/
كانت معركة حي المتعة أطول معارك الأنمي وأكثرها شراسة حتى الآن، حيث يواجه الفيلق المتمثل بتانجيرو نيزوكو زينيتسو إينوسكي وهاشيرا الصوت تينغن القمر العلوي السادس داكي التي كانت متنكرة في شخصية الأويران محولة حي المتعة إلى مطعم من اللحم البشري.
احتوى هذا الأرك على مجموعة من المعارك يمكن اعتبارها معركة ضخمة طويلة ومرهقة، لا شك أن رسم المعركة تطلب جهداً خرافياً من صناع العمل حتى تظهر بهذا الشكل الذي جعلها وبحق تحفة بصرية مذهلة.
كانت قدرة داكي الشيطانية مزعجة بالنسبة لأبطالنا؛ فهي قادرة على تحويل ملابسها إلى أسلحة تتلوى كالثعابين وتجرح كأحد النصال مما جعل مقاتلتها تجربة غير السارة بشكل لا يصدق كان استخدام الـ CGI في هذا الأرك من أفضل ما يكون خاصة فيما يتعلق بالدمج المتقن بين المنظور ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد الذي جعل المعركة تبدو حقيقية للغاية.
مع تصاعد رتم المعركة أصبح الرسم أكثر دقة وواقعية خاصة بعدما أطلقت نيزوكو أخيراً قواها الكامنة كشيطانة فرأينا قتالاً دموياً شرساً بين الفتاتين.
قتال رسم بسلاسة غير العادية انسجمت ببراعة مع تحريك دقيق خاصة المشاهد التي تستخدم فيها نيزكو فن الدم الشيطاني المتفجر الخاص بها.
لكن هذه المعركة ورغم جماليتها البصرية لم تكن أفضل ما شهدناه في الأرك؛ إذ أن أبطالنا برفقة هاشيرا الصوت وبعدما أنهكهم القتال مع داكي واجهتهم مفاجأة غير السارة على الإطلاق؛ إذ أن منصب القمر العلوي السادس مقسوم بين داكي وشقيقها المشوه المرعب جيوتارو الذي هب لنجدة أخته الصغيرة.
أثبت جيوتارو أنه خصم مرعب منذ البداية حتى أنه كاد أن يقضي على هاشيرا الصوت بعدما ألحق به إصابات مميتة كان قسوة المعركة متناسبة بشكل طردي مع قوة الرسم الذي ازداد إذهالاً.
خاصة بعدما أدرك تانجيرو ورفاقه أن الطريقة الوحيدة للقضاء على الأخوين هي قطع رأسيهما في نفس اللحظة لذا فقد نجح تانجيرو في إطلاق العنان لأكثر قواه سرية أسلوب تنفس الشمس الذي تم رسمه ببراعة ودقة لا تصدق.
كانت جمالية الرسم ترتكز على التمازج اللوني بين الأحمر الناري والأصفر المشرق بتحريك مذهل رشيق يجعلك تفتح فمك دهشة.
بلا أي مبالغة فصناع العمل وضعوا كل ثقلهم الفني في هذا الأرك المذهل ونجحوا في تطويع تقنية معقدة كالـ CGI التي أتاحت لهم مزج الأبعاد بطريقة سلسة مريحة للعين؛ لقد كانت معارك أرك حي المتعة قطعة من الفن الرفيع والدراما الرائعة التي دومًا ما ميزت الأنمي الشهير وكانت جزءاً لا يتجزأ من أسباب نجاحه الأسطوري.
- مذبحة قرية صانعي السيوف
/الموسم الثالث/
يمتلك تانجيرو إضافة إلى تنفس الشمس براعة خاصة في تحطيم سيوفه مما جعل قرية صانعي السيوف مسرحاً لأحداث الموسم الثالث الذي كان كابوساً مقيماً.
فأبطالنا هذه المرة كانوا في مواجهة قمرين علويين هما الرابع والخامس، اللذان أثبتا أنهما يستحقان مرتبتهما الشيطانية الرفيعة.
لم يكن أرك قرية صانعي السيوف معركة بقدر ما كان مذبحة مرعبة؛ فمواجهة قمر علوي كارثة، أمًا قمران علويان فهو كابوس مطلق رغم وجود اثنين من الهاشيرا.
إضافة إلى تانجيرو والرفاق إلا أن هذا لم يخفف من قسوة المعركة التي امتلكت رسماً مذهلاً للغاية، كان شكل القمرين شيطانياً للغاية.
فكلما ارتفعت رتبة القمر كلما كان بعده عن الإنسانية أكبر، لكن تفاصيل المعركة امتلكت جمالية من نوع مختلف خاصة المعركة التي جمعت هاشيرا الضباب مويتشيرو الذي يخفي تحت هدوءه المميت ماضياً أليماً وبين القمر العلوي الخامس جيوكو المختفي في جرته الشيطانية.
يصعب وصف الإذهال البصري للمعركة بالكلمات يبدو أن صناع الأنمي رغبوا بالتفوق على أنفسهم فكانت المشاهد متقنة الرسم والتلوين عالية الجودة.
واستطاعت أن تعزز تجربة المشاهدة وتجعلنا مندمجين بشكل مطلق مع القتال الدائر أمامنا خاصة أن مويتشيرو هو هاشيرا الضباب مما يعني أن هجماته تحمل جمالية بصرية مختلفة عن أي هاشيرا آخر، أمًا القمر الخامس فقد كان شكله المقزز متناسباً بشدة مع قواه الشيطانية المرعبة التي دفعت هاشيرا الضباب إلى أقصى حدوده مما كشف واحداً من أعمق أسرار عالم الأنمي كما أنها قدمت لنا معركة لن تنسى إطلاقاً.
في هذا الأرك استطعنا التعرف على القوى الغريبة لهاشيرا، الحب التي تخفي تحت جمالها ورقتها كماً مرعباً من القوة الفائقة التي وضحها القتال مع القمر الرابع ذي القوى الغريبة والذي كان قتاله كقتال خمس أقمار علوية في آن واحد.
كانت الألوان هي بطلة المعركة، إذ دمجت ببراعة ألوان ميتسوري المشرقة بألوان القمر الرابع المظلمة الداكنة القاسية إضافة إلى الإذهال البصري المتمثل بتنفس الشمس الخاص بتانجيرو الذي دمج ألوان النيران ببراعة حقيقية.
ويبدو أن تانجيرو بدأ يدرك أن أسلوب التنفس الخاص به لا مثيل له على الإطلاق، لقد امتلك أرك قرية صانعي السيوف رسماً رائعاً ودمجاً شديد البراعة للصور المولدة بواسطة الحاسوب بحيث شاهدنا مجموعة لا تنسى من المشاهد القتالية القوية المريحة للنظر.
والتي نجحت في خلق تجربة يصعب أن تنسى حتى أن أغلب منتقدي استخدام تقنية الـ CGI في الأنمي وجدوا أن انتقاداتهم لا مكان لها عقب هذا الأرك العظيم الذي كان ملحمة دموية طويلة كشفت الكثير من أسرار عالم الأنمي ومهدت الطريق لمعارك مثيرة قادمة إلينا في الموسم الجديد.
هناك كثير من الأسباب التي تجعل من قاتل الشياطين أنمي رائعاً لكن ما يجعله متفرداً بحق هو براعة استخدام تقنية صعبة مكلفة كتقنية الـ CGI إن أصغر خطأ عند استخدام التقنية سيظهر بوضوح كندبة قبيحة على وجه جميل لكن في قاتل الشياطين.
كان الـ CGI أشبه بالحلم خاصة أنه مكّن الفنانين من تحقيق الاندماج البصري بين الأبعاد بطريقة تحافظ على المتعة البصرية في المعارك فما يجعل أنميات الشونين ممتعة هو الإثارة والترقب والتوتر الذي تمنحه لنا المعارك المتنوعة والتي غالباً ما نعرف نهايتها.
لكنها أحياناً تكون صادمة للغاية والتقنيات عالية المستوى المستخدمة في معارك أنمي قاتل الشياطين عززت من تجربة المشاهدة مانحة إياها واقعية بصرية قلما نراها، واقعية تندمج مع خلفية إنسانية وعمق عاطفي يجعل قاتل الشياطين أنمي لا يمكن تفويته خاصة مع اقترابنا الحثيث نحو النهاية.
لن نحرق الأحداث على متابع الأنمي الذي لم يشاهد المانغا لكننا نأمل أن يستمر هذا الاستثمار البارع للتقنيات البصرية عالية الجودة لنتمكن من الاستمتاع بالمعارك المميتة التي تنتظرنا في القادم من الأحداث.
تعليقات
إرسال تعليق